⸻
️ وفاة فهد بن ناصر الشايع:
• انتقل إلى رحمة الله في الرياض يوم الجمعة 15 سبتمبر 2023، بعد صراع مع المرض .
• مر عليه ذكرى وفاته ليكون مناسبة لتقدير الإرث الذي تركه خلفه.
⸻
نبذة عن حياته وشخصيته
مولده ونشأته:
• وُلد عام 1378هـ (5 يناير 1958) في روضة سدير، ونشأ فيها قبل انتقاله إلى الرياض لإكمال تعليمه في كلية الإدارة .
الرجل الصناعي وريادة الأعمال:
• أطلق أول مصنع سعودي لتصنيع وصقل الحديد، وتأسيس أول مصنع محلي لبرادة المياه عام 1983 .
• أسس وأدار شركات بارزة مثل: الكوثر، حصاد الذهب، إيكو للمطابخ، كما أسس فنادق “أمجاد المتحدة” ومجموعة “الشايع المحدودة”، وشغل عضوية مجالس إدارة عدة شركات .
العطاء الخيري:
• كرس حياته لدعم التعليم، إذ كفل تعليم أكثر من 4500 طالب سنويًا وقدّم مساهمات واسعة لدعم المشاريع الخيرية.
• ساهم في تأسيس جامعة القرآن والسنة في الهند، ودعم مؤسسات وقف ناصر بن عبدالله الشايع، وجمعيات خيرية مثل البلسم الدولية .
إنسانية زمانية وسمات شخصية:
• عرف بطيب أخلاقه، وصلته الأرحام، وكرمه الدائم.
• هو الأب الحنون والمربي الحكيم، وزوج الوفاء، وقد رُثي ببثّ المشاعر من الشعراء والناشطين والمحبين .
• دون ابنه عبدالإله رواية توثّق حياته تحت عنوان “حي بشهادة وفاة”؛ إيماناً بأنه كان معلمًا ووالدًا وملهمًا .
⸻
الخاتمة والتأثير
رجلٌ عرفنه “عراب الصناعة السعودية”، وهو مثال للمسؤول الصناعي والاجتماعي، جمع بين الاقتصاد والخير، والعطاء والإنسانية. فهد بن ناصر الشايع رحل عن عالمنا، لكن أثره لا يزال حاضراً في قصص الجيل، وفي كل شجرة برادة وقف، وفي كل طالب تلقى فرصته بفضله
بكل احترام ومحبة، نستذكر اليوم رجلًا من رجالات الوطن، وفارسًا من فرسان العطاء والبناء، هو فهد بن ناصر الشايع، رحمه الله. في ذكرى وفاته التي وافقت يوم الجمعة 15 سبتمبر 2023م، يطيب لنا أن نستعرض شيئًا من سيرته العطرة التي خلدها العمل الصادق والمواقف النبيلة.
⸻
✦ النشأة والبدايات
ولد فهد بن ناصر الشايع عام 1378هـ (1958م) في روضة سدير، إحدى قرى نجد العريقة. نشأ في بيئة متمسكة بالقيم الإسلامية الأصيلة، وتربى على مكارم الأخلاق، فكان منذ صغره مثالًا للجدية والاجتهاد. انتقل لاحقًا إلى مدينة الرياض لإكمال تعليمه، ودرس في كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود، وهناك بدأت ملامح شخصيته القيادية تتشكل مبكرًا.
⸻
✦ الريادة الصناعية والاقتصادية
فهد الشايع لم يكن رجل أعمال تقليدي، بل كان رائدًا في مجاله، حيث أسس أول مصنع سعودي لصقل وتشكيل الحديد، وساهم في تطوير صناعة برادات المياه بتأسيس أول مصنع محلي لها في أوائل الثمانينات الميلادية. كانت له رؤية واضحة في دعم التصنيع المحلي، وتشجيع الاكتفاء الذاتي، مما جعله من أوائل رجال الأعمال الذين دمجوا الحس الوطني بالمسار التجاري.
توسعت أعماله لتشمل مجالات متنوعة، فأنشأ شركات ومجموعات تجارية ناجحة مثل:
• الكوثر
• حصاد الذهب
• إيكو للمطابخ
• أمجاد المتحدة للفنادق
• مجموعة الشايع المحدودة
كما شغل عضويات في مجالس إدارات لشركات محلية، وكان له دور بارز في تطوير مفاهيم الاستثمار الوطني المسؤول.
⸻
✦ البعد الإنساني والخيري
لم يكن فهد الشايع مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان رجلًا صاحب قلب كبير وروح معطاءة. أنفق من ماله ووقته وجهده لدعم المحتاجين، وكان له أثر عميق في مجال التعليم الخيري، إذ كان يتكفل سنويًا بتعليم أكثر من 4500 طالب في بلدان مختلفة، من الهند إلى أفريقيا.
أسهم في إنشاء جامعة القرآن والسنة في الهند، ودعم مركز البلسم الدولي الطبي الخيري، وكان أحد أعمدة أوقاف ناصر بن عبدالله الشايع التي تُعنى بتشغيل وتوسيع المشاريع الخيرية المستدامة.
⸻
✦ شخصيته ومحبته بين الناس
اشتهر فهد بن ناصر الشايع بلين الجانب وكرم الخلق، وكان وفيًّا في صداقاته، حنونًا على أسرته، بارًّا بوالديه، ومحبوبًا من موظفيه ومعارفه. جمع بين التواضع والبذل، وبين الحزم والرحمة، فكان يُضرب به المثل في القيادة الإنسانية.
أحبه الناس، وأحب هو الناس، وكان من أوائل الداعمين لمبادرات اجتماعية لم يكن يُعلن عنها، بل يفعلها خفية إيمانًا منه أن “الخير لا يُشترط له ضوء الكاميرا”.
⸻
✦ أثره بعد الرحيل
بعد وفاته، كتب عنه الكثير من محبيه، ونعاه رجال أعمال، ودعاة، وطلاب علم، وشعراء. وكان من أبرز ما خُلّد به ذكراه، رواية كتبها ابنه عبدالإله بن فهد الشايع بعنوان “حي بشهادة وفاة”، توثق محطات من حياة والده، وتستعرض عمق العلاقة بين الأب والابن، والحكمة التي بثها فهد في بيته كما بثها في مجتمعه.
⸻
✦ الختام
برحيل فهد بن ناصر الشايع، خسر الوطن أحد أبناءه البررة، الذين لم يركضوا خلف الأضواء، بل تركوا أثرًا في الظل يشبه أثر المطر في الأرض العطشى.
نسأل الله أن يرحمه رحمةً واسعة، وأن يجعل ما قدمه من خير في موازين حسناته، وأن يُلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون
